39 وَتَقُومُ بَعْدَكَ مَمْلَكَةٌ أُخْرَى أَقَلُّ شَأْنًا مِنْ مَمْلَكَتِكَ. وَبَعْدَهَا مَمْلَكَةٌ ثَالِثَةٌ تَسُودُ عَلَى كُلِّ الْأَرْضِ، وَلَكِنَّهَا مِنْ نُحَاسٍ.
40 وَأَخِيرًا مَمْلَكَةٌ رَابِعَةٌ قَوِيَّةٌ كَالْحَدِيدِ، لِأَنَّ الْحَدِيدَ يُحَطِّمُ وَيُكَسِّرُ كُلَّ شَيْءٍ. فَكَالْحَدِيدِ الَّذِي يُحَطِّمُ، كَذَلِكَ هَذِهِ الْمَمْلَكَةُ تَسْحَقُ وَتُحَطِّمُ كُلَّ تِلْكَ الْمَمَالِكِ.
41 وَأَنْتَ رَأَيْتَ أَنَّ الْقَدَمَيْنِ وَالْأَصَابِعَ هِيَ خَلِيطٌ مِنْ خَزَفٍ وَحَدِيدٍ، فَهَذِهِ الْمَمْلَكَةُ تَكُونُ مُنْقَسِمَةً. وَمَعَ ذَلِكَ فِيهَا قُوَّةُ الْحَدِيدِ، كَمَا رَأَيْتَ الْحَدِيدَ مَخْلُوطًا بِالْخَزَفِ.
42 وَكَمَا أَنَّ أَصَابِعَ الْقَدَمَيْنِ بَعْضُهَا مِنْ حَدِيدٍ وَبَعْضُهَا مِنْ خَزَفٍ، كَذَلِكَ هَذِهِ الْمَمْلَكَةُ يَكُونُ بَعْضُهَا قَوِيًّا وَبَعْضُهَا سَرِيعُ الْكَسْرِ.
43 وَكَمَا رَأَيْتَ الْحَدِيدَ مَخْلُوطًا بِالْخَزَفِ، فَإِنَّ شُعُوبَ هَذِهِ الْمَمْلَكَةِ تَكُونُ خَلِيطًا لَكِنَّهَا لَا تَتَّحِدُ مَعًا، كَمَا لَا يَتَّحِدُ الْحَدِيدُ مَعَ الْخَزَفِ.
44 ”وَفِي أَيَّامِ هَؤُلَاءِ الْمُلُوكِ يُقِيمُ رَبُّ السَّمَاءِ مَمْلَكَةً لَا تَسْقُطُ أَبَدًا وَلَا يَسْتَوْلِي عَلَيْهَا شَعْبٌ آخَرُ، بَلْ تُحَطِّمُ وَتُبِيدُ كُلَّ تِلْكَ الْمَمَالِكِ، أَمَّا هِيَ فَتَبْقَى إِلَى الْأَبَدِ.
45 فَهَذَا هُوَ مَعْنَى رُؤْيَا الْحَجَرِ الَّذِي انْقَطَعَ مِنَ الْجَبَلِ مِنْ غَيْرِ مَا تَلْمِسُهُ يَدُ إِنْسَانٍ، فَسَحَقَ الْحَدِيدَ وَالنُّحَاسَ وَالْخَزَفَ وَالْفِضَّةَ وَالذَّهَبَ. اللهُ الْعَظِيمُ أَظْهَرَ لِلْمَلِكِ مَا سَيَحْدُثُ فِي الْمُسْتَقْبَلِ. الْحُلْمُ صَحِيحٌ وَتَفْسِيرُهُ صَادِقٌ.“