8 وَبَيْنَمَا أَنَا أَتَأَمَّلُ الْقُرُونَ، ظَهَرَ قَرْنٌ آخَرُ صَغِيرٌ طَلَعَ بَيْنَهَا، وَقُلِعَتْ 3 مِنَ الْقُرُونِ الْأُولَى لِتُفْسِحَ لَهُ مَكَانًا. وَكَانَ لِهَذَا الْقَرْنِ عُيُونٌ كَعُيُونِ إِنْسَانٍ، وَفَمٌ يَتَكَلَّمُ بِكِبْرِيَاءَ.
9 وَبَيْنَمَا كُنْتُ أَنْظُرُ، وُضِعَتْ عُرُوشٌ وَجَلَسَ الْأَزَلِيُّ عَلَى عَرْشِهِ، وَكَانَتْ ثِيَابُهُ بَيْضَاءَ كَالثَّلَجِ، وَشَعْرُ رَأْسِهِ كَالصُّوفِ النَّقِيِّ، وَعَرْشُهُ لَهِيبَ نَارٍ، وَعَجَلَاتُ عَرْشِهِ نَارًا مُشْتَعِلَةً.
10 وَمِنْ أَمَامِهِ يَخْرُجُ وَيَجْرِي نَهْرٌ مِنْ نَارٍ، تَخْدِمُهُ أُلُوفٌ مُؤَلَّفَةٌ، وَتَقِفُ بَيْنَ يَدَيْهِ مَلَايِينُ. فَانْعَقَدَ مَجْلِسُ الْقَضَاءِ وَفُتِحَتِ الْكُتُبُ.
11 وَظَلَلْتُ أُرَاقِبُ بِسَبَبِ كَلَامِ الْكِبْرِيَاءِ الَّذِي كَانَ يَقُولُهُ الْقَرْنُ، حَتَّى قُتِلَ الْحَيَوَانُ وَهَلَكَ جِسْمُهُ وَطُرِحَ فِي النَّارِ الْمُشْتَعِلَةِ.
12 أَمَّا بَاقِي الْحَيَوَانَاتِ، فَنُزِعَتْ عَنْهَا سُلْطَتُهَا، وَلَكِنْ سُمِحَ لَهَا بِأَنْ تَعِيشَ لِفَتْرَةٍ مُعَيَّنَةٍ مِنَ الزَّمَنِ.
13 ”وَنَظَرْتُ فِي الرُّؤْيَا فِي اللَّيْلِ، فَرَأَيْتُ وَاحِدًا يُشْبِهُ الْبَشَرَ قَادِمًا مَعَ سَحَابِ السَّمَاءِ. وَجَاءَ إِلَى الْأَزَلِيِّ، فَقَرَّبُوهُ مِنْهُ.
14 فَأُعْطِيَ سُلْطَةً وَجَلَالًا وَقُوَّةً مَلَكِيَّةً، لِيَعْبُدَهُ كُلُّ النَّاسِ مِنْ مُخْتَلِفِ الشُّعُوبِ وَالْأُمَمِ وَاللُّغَاتِ. سُلْطَانُهُ سُلْطَانٌ أَبَدِيٌّ لَا يَزُولُ، وَمَمْلَكَتُهُ لَا تَفْنَى.